المتابعون

الأحد، 14 مارس 2010

على الجـســر



على الجسر
ـــــــــــــــــــ
كنت أسير على جسر تعرف جوانبه خطانا سويا.. أرك واقفا اليوم... أراك على مرمى من البصر بذاك الطرف..عند ذلك الطرف أقول أحبك و عندما وصلت لمنتهاه وجدت الحقيقة تتسرب من بين أصابعنا كرمال شاطئ الوهم. أيها الغريب الصديق أحبك ..أما تستوقفك كلماتى لتفكر و تتأمل ..أعلم أنك تعلم حقيقة أمرنا لكنك تنكر .. و أسألك حقا لما تنكر على حبك و تحجب عن قلبك الرؤية ؟!
عقدت عزمى أن أحبك ملئ قلبى و لست أفرض عليك طوقا أنت ترهبه ...بل أهبك حبا قليلا ما تجده ..من بين جميع الرجال أجعلك سيدهم ....أحبك حب خديجة للنبى محمد ..أحبك حب برئ سماويا ..أحبك قدرا فضيا و بهيا. أحبنى و أخلص ..أحب فى جميع النساء و أحبنى بالفعل و القول ..سير دوما جوارى لا أمامى ولا خلفى..كن صادقا كن صديقا رحيما ..هكذا أراك ..هكذا أحبك ..و يا طيب حب أُرضى الله فيه..


أحب أن أحكى عنك إلى نفسى ، لست صورة لمن كنت أحلم به دوما ،هو نفسه صورة لما تعنيه لى أنت ...هناك فى العمق الخاص أجدك أنت الصديق الذى إفتقدته ، و الحبيب الذى لطالما عشقته . أنت نفسى الشاردة الغائبة و الحاضرة كل غدى . أما تدرك كيف يكون الشعور حين تجد من تكمل به أنفاسك و يكتب بيد ملاك قدرا ..أولست قدرى ؟
ألم يكُ ذلك قدرا حين التقينا فعرفتك قبل أن تعرفنى ...ألم يكُ هذا قدرنا أن نسير سويا على الجسر ...كما الجسر عبرت ، مررت بكلمة تعرف حروفها ولا تعى ماذا تعنى .. أعبر الكلمة بأولى حروفها إعتراف بإثم العشق و عند أخرها ألعن الذنب .. أحمل بين جوانب الصدر قلب مهشم تسكنه ظلمتين .. ظلمة إحساسى بالوجع على حب لم يعش سوى سويعات فى ليال مقمرة و لفظ أنفاسه مداد أيام يملئها عويل ذئاب تنهشه .. و ظلمة متاهة الحياة يعيش فيها كلانا فلا أمل للنجاة دون مواجهة أشباح النفس ... و ما بين الظلمتين على أهون ..


تعلم كم أحب حمرة الشفق ..فهى تذكرنى بذات اللحظة حين تقابلنا و تشابكت خيوط النظرة السرمدية ..إن قدماى تجران الان هذا الجسد المبهم إلى حيث يكون الجسر ...أنظر إلى جنبى الطريق ، فى جعبتى أفكار مثل المسوخ المشوه و مشاعر ممزقة تتطاير كما القصاصات الورقية يحملها الهواء حيث أكون و الحب كطائر هوى من سماء لا يقوى على الارتفاع ..ولا تدرك بعد كل هذا كم أحببتك ، لكم ما أفتقدك أو لكم ما أستحوذت كلماتك و أحلامك على عقلى ...أنا ثائرة على نفسى كيف تفتح أبوابا لغريب لا يقبل الترحيب ..و ألوم قدرى الذى يسلب منى سبل فرحى ..ألوم الخطى و المشاوير التى لا تجمعنا ..أو تدرى غيرة النسوان كيف تدركها حين ترى سهاما تخرج من العين شظرا و الكلمات الساخطة تفصح عن لهيب مشتعل ...


بالحب يتداوى العليل و أنا بالحب معتلة .. الحب يداوى الجراح و انا سأداوى بحبى اليك ندوب الحياة ...و سأجعلك مدمنا على لذة حبى فلا شفاء منى ..و الله يعلم أنى أريد حبك طوعا لانى فقط أحبك لنفسك ... أولا تعرف تلك الغريبة التى قصدت قلبك ..و أنى لعمرك أعلم أنى أستحوذ على قدر من نبض قلبك ..أدركت ذلك فى صوتك فى إبتسامتك ..الحب أن تهتم أن ترعى و تفهم ...قد فهمتك كما أفهم نفسى ..و فيك غرف لم تطائها قدم فأود أن أكون أول زائرة لأرضيك المقدسة ...الماضى هو ظل يسير خلفك ..أيسير أحدا دون ظل ..لكن أحدا لا يتبعه ..الحاضر هو لحظة ..أما تسعى لتكون حاضرا لأحد ..فأنا حاضرك الذى هو غائب عنك ...المستقبل هو خطوة على درج إما لأعلى أو لأسفل .. بيد أن فلسفة الحياة تجعلنى مدركة أن اليوم ذاته هو ماضا و حاضرا و مستقبلا مرتقبا ..فلا تجعل اليوم يمضى دون ان أكون داخل قلبك ...فكل يوم مارق تذداد المسافات و البعد على الجسر و تزيد الخطوات المبتعدة و تقل الرؤية و تفر الاحلام الى غير رجعة .

Friday,5th march 2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق